لازالت أزمة السيولة المالية مطروحة بحدة في
مكاتب البريد ببلديات ولاية تيبازة، التي تشهد طوابير طويلة للمواطنين
الذين ينتظرون لساعات طويلة للحصول على أموالهم، في مشهد أضحى يتكرر بصفة مستمرة
منذ أزيد من ثلاثة أشهر كاملة، على الرغم من التصريحات الإعلامية التي سبق وأن
أطلقها المسؤولون على قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في أوقات سابقة
ومنذ ظهور الأزمة.
وتزامنا مع استعداد
الأولياء لاقتناء مستلزمات الدخول المدرسي المرتقب نهاية شهر اكتوبر، فإن
المواطنين لازالوا غير قادرين على سحب رواتبهم الشهرية، بل ان من بينهم من لم
يتمكن من سحب أجرته الشهرية منذ شهرين وأكثر، بسبب طوابير الانتظار الطويلة، والتي
منعت هؤلاء من سحب أموالهم. وقد لجأ بعض زبائن بريد الجزائر إلى الموزعات الآلية
ببعض الوكالات البنكية التي اصبحت تتشكل أمامها طوابير طويلة طيلة ساعات الليل
والنهار،لسحب مبالغ مالية لا تتجاوز عتبة الثلاثة ملايين سنتيم، بعد أن افتقدت
اغلب الموزعات الآلية للنقود أمام مكاتب البريد للسيولة المالية
بل أن أغلبها يوجد خارج الخدمة في اغلب الأوقات
بحجة عدم وجود الشبكة. وقد تحول السحب الرواتب الشهرية للعمال والموظفين وحتى
المتقاعدين من مختلف القطاعات إلى هاجس يؤرق كاهلهم، بسبب الطوابير الطويلة وحالة
الاكتظاظ والازدحام الحاصلة أمام مختلف مکاتب البريد، في ظل عدم الاستغلال
العقلاني للموزعات الألية للنقود والتي قد تخفف من حدة الأزمة، إذا ما عملت على
مدار ساعات الليل والنهار وتوفرت على السيولة اللازمة. كما أن بعض مكاتب البريد
بولاية تيبازة تعاني من النقص الفادح في اليد العاملة على مستوى الشبابيك ما يعطل
عمليات السحب والإيداع ويعمق من حدة الأزمة الحاصلة. وكان الوزير الأول عبد العزيز
جژاد قد أعلن في وقت سابق عن كشف الظروف التي حالت دون وصول السيولة المالية إلى
مكاتب البريد وتعهد بحل المشكلة
إلا أنه ومع مرور الأيام بقي المواطنون عاجزون عن سحب رواتبهم الشهرية، تزامنا مع الإستعدادات للدخول المدرسي، ما يجبرهم في الصباح على الوقوف في الطوابير الطويلة، والتي قد تتحول إلى بؤرة حقيقية لنشر فيروس كورونا المستجد، خاصة أمام بوابة البريد المركزي ، وفي انتظار تدخل الجهات الوصية وإيجاد حل جذري لمشكلة افتقاد مكاتب البريد للسيولة المالية، تبقى معاناة المواطنين مستمرة، وصحتهم مهددة بخطر العدوى بفيروس كورونا المستجد.
